رياض النفوس (صفحة 992)

يا هذا ما منعك من كلامي؟ فقال له [زهرون]: لا تسل عما لا يعنيك، لي عذر لا يمكنني ذكره. ثم رجع زهرون إلى الطريق الذي يعرف.

قال أبو بكر بن سعدون: دخل زهرون / الأطرابلسي على أبي بكر ابن اللّباد الفقيه، فرأى في بيته زيّا حسنا وفرشا وطيئا، فأنكر ذلك، فقال أبو بكر ابن اللّباد: خذوا برجله، فقيل له: لا تفعل - أصلحك الله تعالى - هذا زهرون الأطرابلسي، فقال له (أبو بكر) بن اللّباد: تعال [يا] زهرون تسمع مسألة من وضوئك، فقيل له: إن شئت [ألقيت عليه]؟ فألقى عليه من كتاب الصلاة والزكاة، فأجابه عن ذلك كله جوابا حسنا. فقال له أبو بكر ابن اللّباد: لو قدّمت إليك الساعة ثردة من حلوى وخبزا من شعير أيّهما تأكل؟ فقال له: ما قسم الله عزّ وجلّ لي منهما أكلته. فقال له: أنت زهرون حقا. ثم قال له: اجعلني في حلّ؟ فقال: قد جعلتك في حلّ. ثم سلّم عليه وانصرف.

قال زهرون لأبي بكر بن سعدون: نعلّمك في الفقر ثلاثة وفي الطعام ثلاثة، فقلت له: ما هي؟ فقال لي: أما الفقر فلا تسأل، ولا تصرّ، ولا تردّ. قال: هذا قد عرفته، فما الطّعام؟ فقال لي: كل بالتظرف وبالانبساط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015