رياض النفوس (صفحة 988)

بعصاه، فانهزم الصقلبي وخيله، فلم يردّهم ردّ إلى منزل بني صلتان، وهي فحوص مسيرة أميال، ثم وقف عمرون وقال للناس: حلّوا أكتفتهم ففعلوا، وبقي القوم وقوفا، فقال لهم: امضوا إلى مواضعكم، فقالوا: نخاف إذا فارقناك أن تلحقنا الخيل وتأخذنا وتؤسي إلينا، فقال لهم: اذهبوا أنا هاهنا قائم لا يصل إليكم أحد قال: فمضوا وخلصوا. ووصل الصقلبي إلى المهدية وليس معه أحد من المحشودين فقال له السلطان: وأين الحشد (الذي حشدت؟ ) فقال له [الصقلبي]: حشدت خلقا عظيما، فلما قربت من مرسى الحامة خرج منها شيخ وبيده حربة قد انتهت إلى السماء، فصاح صيحة وأشار بها، فما جمع الله منّا واحدا مع واحد وافترق الحشد.

ونزل بالقصر / رجل غريب محتار ومعه زوجته، وهي حامل، فأتى الرجل إلى جماعة حول القصر وقال لهم: إن لي امرأة حاملا قد اشتهت حوتا، وليس عندي ما أشتريه به، فعسى تسلفوني ربع درهم أشتري لها به شهوتها، فلم يقدر له منا بشيء، فجاء عمرون المتعبد، فأخبروه الخبر، فدعا بالرجل ونزل معه، حتى إذا بلغا ذلك السمار الذي بين البحر والقصر قطعا سمارتين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015