ومضيا إلى البحر - ونحن ننظر - فما كان بأوشك [من] أن طلع الرجل وفي كل سمارة حوت (كبير) يثقل الإنسان. (قال): فكشفنا عن خبره، فقال: إن في أمر هذا الرجل لعجبا: لما حاذينا السمار، [الذي بين القصر والبحر]، أمرني فقطعت سمارتين، ومشينا حتى دخلنا إلى موضع من البحر ينتهي إلى نصف الساق، قال: فأقبل إليه من الحيتان ما لا يوصف، فتناول منها حوتا وقال: اجعل هذا في سمارة. ثم تناول آخر وقال: اجعل هذا في الأخرى. ثم قال: انصرف [بنا]، فإن في هذا كفاية.
[ومنهم]:
كان شيخا صالحا متعبدا، ناسكا مجتهدا، ظهرت له براهين وكرامات.
أصله من القيروان - رحمه الله تعالى - وحجّ حججا على طريق الوحدة ولا يحمل معه زادا. وكان يأكل من المناهل، من أتاه / بشيء أكله.
حدثني أبو عبد الله محمد بن هيبون قال: مضيت إلى الحج فمررت بأجدابية فلقيت أبا عبد الله محمد بن يحيى الأجدابي، وكان من أصحاب أبي إسحاق بن شعبان الفقيه، فبتّ معه في محرس من محارس برنيق يعرف