رياض النفوس (صفحة 965)

الله - عزّ وجلّ - لومة لائم.

ذكر الشيخ أبو الحسن بن القابسي - رحمه الله تعالى - قال: سبّ يهودي النبي - صلّى الله عليه وسلم - فرفع إلى القاضي ابن أبي المنظور، وشهدت عليه البيّنة، فقال: ما الذي أعمل لم أعط السيف، فأخرج من داره منبرا وقعد / عليه على باب داره، في الشارع الأعظم. قال: وأحضر اليهودي، فعرض عليه الإسلام، فأبى أن يسلم، فأجلسه ومدّ رجليه وقال لرجاله: خذوا بيده واجذبوه إلى أنفسكم حتى يتقوس ظهره، وأمر حاجبه راشدا - وكان ذا قوة في الضرب - أن يضرب ظهره من حذو قلبه، فضربه راشد حتى غشي عليه، ثم أمر غيره فابتدأ في ضربه، فلم يزل يضربه حتى مات تحت الضرب، فقالوا له: مات - أصلحك الله - فقال: الحق قتله. ثم أمرهم بدفعه إلى أهل دينه.

وإنما فعل ذلك - رحمه الله تعالى - لأنه لو رفع أمره لم يقتله بسبب السبّ، فأظهر إنما يضربه ضرب الأدب ليصل بذلك إلى قتله، فإذا قيل له: قتلته، قال: مات من ألم الضرب.

وذكر الشيخ أبو الحسن [القابسي] قال: قام القاضي [ابن] أبي المنظور من مجلسه في الجامع منصرفا إلى داره، فلما دخل من باب داره أحسّ في الدار حركة وشمّ رائحة طيّبة، فدخل إلى بيته، فلما جلس قال له أهله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015