رياض النفوس (صفحة 964)

ولي قضاء القيروان لإسماعيل بن أبي القاسم بن عبيد الله سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

سمع منه أحمد بن عبد الرحمن القصري وعبد الله بن أبي هاشم وعبد الله ابن التبّان وغيرهم. وتوفي وهو قاض.

وكانت له عند أهل البلد جلالة، وأغلق عن نفسه باب السماع واعتذر بأنه لزمته يمين غليظة أن لا / يسمع أحدا من أهل القيروان، وربما أسمع الرجل الغريب.

وحجّ في رحلته، وولي القضاء وقد ناف على التسعين سنة ولم يشب شعره، كان غرابيّا.

وذكر أنه لما شدّ عليه إسماعيل في ولاية القضاء قال له: لا التزم لك هذا الأمر إلاّ على أن لا آخذ لكم صلة، ولا أركب لكم دابة، ولا أقبل شهادة لمن طاف بكم أو قاربكم، ولا أذممكم في شيء ولا أحدا بسببكم، ولا أركب لكم مهنئا ولا معزّيا، فأجابه إلى ذلك والتزم له ما شرط عليه. وقال له: فإذا لم تأخذ صلة فمن أين تعيش؟ فقال: بما أعيش الآن فقال له: فعلى ماذا تركب وأنت شيخ كبير؟ فقال: الجامع قريب من داري أستطيع المشي إليه.

وكان رحمه الله قد سار بالعدل في أقضيته وإيثار الحق، لا تأخذه في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015