رياض النفوس (صفحة 950)

جماعته، وأكسر شوكته، واشف صدور قوم مؤمنين منه.

ونزل. فصلّى الجمعة ركعتين وسلّم. وقال: ألا إنّ الخروج غدا يوم السبت إن شاء الله تعالى.

وركب ربيع القطان فرسه وعليه آلة الحرب وفي عنقه المصحف وحوله جمع من الناس من أهل القيروان متأهبون معدّون لجهاد أعداء الله، / عليهم آلة الحرب، فنظر إليهم ربيع القطان، فسر بهم وقال: الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك، وإعزاز دينك، يا رب بأيّ عمل [و] بأي سبب وصلت إلى هذا؟ ثم أخذ في البكاء حتى جرت دموعه على لحيته، ثم قال لهم: والله لو رآكم محمد (رسول الله) - صلّى الله عليه وسلم - لسرّ بكم. [و] قال في موطن [آخر] بعد أن أنصت الناس: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، ثم قال: {أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ثم أشار بيده وقال: اذكروا الله يذكركم، فكبّر الناس، ومشى حتى بلغ الجامع، وأبو سعيد بن أخي هشام الفقيه تحت ركابه وفي يده سيف مصلت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015