رياض النفوس (صفحة 943)

قال أحمد بن سليمان - رضي الله عنه -: دخلت على أخي ربيع - رحمه الله - مرة فأصبته جالسا في البيت نصف النهار، وهو ساكت متفكر، فقلت له: ما لي أراك (يا) أخي متفكرا؟ فقال لي: تفكّرت في أمري وفيما يراد بي، فقلت له: في ماذا؟ فقال لي: يراد (بي) وبرأسي هذا أمر عظيم! فقلت له: وكيف ذلك؟ فقال لي: رأيت رؤيا لها مقدار عظيم. فقلت له: وما هي يا أخي - وأقسمت عليه -؟ قال: رأيت الحق جلّ ذكره في المنام فأمرني أن أدنو منه، فدنوت منه، فشرف موضعا من رأسي وعظّمه - وهو ما بين صدغي وأذني من الجانب الأيسر - وأشار بيده إلى ذلك المكان.

فكانت الوالدة رحمها الله تعالى سألته إذا حلق الحجّام ذلك المكان أن تأخذ ما اجتمع فيه من الشعر، فاجتمع لنا من ذلك شيء كثير، فلما ماتت أوصت أن يدفن معها لتتبرك به / فضرب في ذلك الموضع بالسيف حين جهاده لبني عبيد، فحصلت له الشهادة بتلك الضربة - رضي الله عنه وأرضاه -.

قال حسن [بن] فتحون الخرّاز: قال لي ربيع: يا حسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015