يكفيك وصفهم يا لائمي ديما ... لا صبر لا صبر عن حبي لهم أبدا
كيف السلوّ وكيف الصبر دونهم ... أضحوا كهوفا وأوتادا لنا عمدا
منّي عليهم سلام الله متّصلا ... ما ناح طير السما أو حنّ أو غردا
وأنشد أبو عبد الله الفقيه الأجدابي لربيع بن سليمان، رحمة الله عليه:
تبدّى لقلبي منك ما قد أناره ... فتاه عن الأشكال بالمشرب العذب
وأسقيته كأسا من العلم شافيا ... فيا لك من حال يطيب لذي اللّب
فأضحى رهينا بالوداد لديكم ... سقيما كئيبا للبعاد عن القرب
يناجيكم طورا وينقص تارة ... ويأنس أحيانا كذا العبد بالرب
فلولاكم ما كان «سلم» بقربكم ... ولولاكم لانهار في ورطة الذنب
فجودوا عليه بالوصال تعطفا ... فأنتم له الآمال واللطف والرّعب
/ فمنكم بدا الإحسان والفضل والغنا ... وأنتم مننتم بالخلاص من الذنب
فإن دام وصل فالعيون قريرة ... وإن كانت الأخرى فآه على عطب
وأنا لهداي وأنتم أحبتي ... ومن صانه المولى يزاح عن الكرب
وكان - رحمه الله - قد تحقق عنده أنه لا بدّ له من الشهادة، فكان ذلك يجري على لسانه، وإنما ذلك لرؤيا رآها.