ومن براهينه وفضائله أيضا، ما ذكره أخوه أبو جعفر أحمد بن سليمان القطان بخطه. [قال]: أخبرني أخي ربيع قال: رأيت في المنام كأني أمشي في الهواء كالمشي على الأرض وإذا بقباب وفازات مضروبة وحشم وجمع كثير مثل اجتماع العساكر، فوقع في قلبي أن الله - عزّ وجلّ - في ذلك المكان فبينا أنا أتأمل من ذلك الجمع وأتهيبه جاءني آت فقال لي:
انّك تدعى / للدخول، فمضى بي حتى وقف عند الحجب، فأحضرت ذهني وقطعت نفسي وعدّلت أموري وعلمت أني أدخل على ملك عظيم، ثم رفع الحجاب وقال لي: قد أذن لك بأن تدخل، فدخلت فرأيت الله عزّ وجلّ جالسا على سرير كهيئة جلوس الملك، فلمّا دنوت منه قال لي: ربيع ابن سليمان؟ قلت: نعم يا رب. فقال لي: سل يا ربيع سل، فقلت: نعم يا رب أسألك من خزائن علمك علما ينفعني. ثم قال لي: انظر إلى الأرض، فانبطحت على صدري في الهواء بمنزلة ما يعوم المرء في الماء. فنظرت إلى الأرض فرأيت الناس وهم في هيئة الذرّ يمشون. فقال لي: كيف تراهم؟ فقلت: نعم يا رب منهم من عليه ضياء ونور، ومنهم من لا نور عليه، فقال لي: أتدري من أولائك الذين عليهم الضياء والنور؟ فقلت: لا يا رب. فقال:
أولائك أراذيّنا في الدّار، فميّزت منهم يسيرا وعلمهم منهم: حجاج