رياض النفوس (صفحة 938)

قال عبد الله بن سعد اللجام: واعدت أبا سليمان على كتاب يقابله معي، فقال لي: نأتي إليك الليلة نقابله معك، فانتظرته إلى أن اختلط الظلام، فرددت أبواب الدرب مخافة العسس، ووقفت خلف الباب أنتظره طويلا وأنا قلق من أمره، وخائف عليه لأن الرّجل قد انقطعت وغلق الناس أبوابهم وعلمت أنه لا بدّ أن يوفي بوعده، فبينا أنا كذلك إذ سمعت حسّه (وهو) يتحدث مع إنسان، فظننت أنهم العسس، ثم وقفا وقفة عند باب الدرب يتحادثان بشيء لا يتأدّى إلى (سمعي) حتى فرغ حديثهما ثم ضرب باب الدرب، / ففتحت له، فدخل الدرب، وخرجت (أنا) انظر الذي كان معه، فلم - والله - أر أحدا، فقلت له: سألتك بالله - تعالى - يا أبا سليمان وبحق ما بيننا من الأخوة: من هذا الذي كان يحدّثك؟ فقال لي: لا تحلّفني، فأعدت عليه السؤال بالله (ثانية)، فقال: من الذي وقع بقلبك؟ فقلت له: الخضر. فقال لي: نعم. هو والله كان معي وتحدّث معي في شيء.

وحدث أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى القرشي المتعبد، قال: قلت للشيخ أبي الحسن علي بن محمد الفقيه - رضي الله تعالى عنه -: هل بلغك أن أحدا اجتمع مع الخضر - (عليه السلام) -؟ فقال لي: نعم. كان يذكر أنه كان يجتمع مع ربيع القطان في غرفته - رضي الله عنه -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015