رياض النفوس (صفحة 92)

فسباها، وغنم ما فيها وأرسل إلى ما حولها من العمران، فاجتمعوا إليه مسرعين، فأمرهم بهدم قرطاجنة وقطع القناة عنها.

ثم جمّع عليه الروم، وعقدوا عليه عسكرا عظيما لا يعلمه إلا الله تعالى، وأمدهم البربر وذلك في بلد تسمى «صطفورة»، فزحف إليهم حسان فقاتلهم قتالا عظيما، وأصيب من أصحابه رجال كثيرون، رضي الله تعالى عنا وعنهم.

[ثم] إن الله تبارك وتعالى ضرب في وجوه الذين كفروا من الروم والبربر فانهزموا بعد بلاء عظيم، [فقتلهم حسان قتلا عظيما] واستأصلهم وحمل بأعنة الخيل عليهم، فما ترك في بلادهم موضعا إلا وطئه بخيله، ولجأ بقية الروم خائفين هاربين إلى مدينة «باجة» فتحصنوا بها، وهرب البربر إلى إقليم «بونة».

وأخرق حسان البحر فاحتفره، وجعل دار الصناعة، وأخرق البحر إليها ثم انصرف، إلى مدينة القيروان فأقام بها حتى برئت جراح أصحابه.

ثم سأل حسان فقال: «من أعظم ملوك إفريقية؟ » وعمن إذا قتل أو قهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015