رياض النفوس (صفحة 93)

دانت إفريقية لقاتله ويئس الروم والبربر من أنفسهم، فقيل له امرأة يقال لها الكاهنة، وهي في جبل أوراس، وجميع من بإفريقية خائفون منها، والروم سامعون لها مطيعون «فإن قتلتها يئس الروم والبربر أن يكون لهم ملجأ».فلما سمع ذلك حسان عزم على قصدها، فخرج إليها بجيوشه، فلما بلغ مجانة نزل بها، وكانت قلعة مجانة لم تفتح، فتحصن بها الروم، فمضى وتركهم، وبلغ الكاهنة أمره فزحفت من جبل «أوراس» في عدد لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ، فنزلت بمدينة «باغاي»، فأخرجت من بها وهدمتها، وظنت أن حسان يريد حصنا [يتحصن به] ثم أقبل حسان حين بلغه الخبر إلى وادي «مسكيانة»، فقيل له إنها قد أقبلت في عدد لا يحصيه إلا الله تعالى، فقال لهم: «دلوني على ماء يسع العسكر الذي أنا فيه»، فمالوا به إلى نهر، فنزل عليه، وزحفت إليه الكاهنة حتى أتت أسفل النهر فنزلت عليه، فكان يشرب هو وأصحابه من أعلاه وتشرب هي وأصحابها من أسفل النهر. فلما دنا بعضهم من بعض وتواقفت الخيل -[وذلك آخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015