رياض النفوس (صفحة 900)

وقد أمسيت فأحتاج إلى شراء البقل فاشتري من تلك النوالات فوقف في وجهي الشراء منها وتحرّجت من ذلك / إن كان يجوز لي، فسألت أبا الفضل ابن الممّسي وأبا حفص بن العسّال ووصفت لهما حال النوالات فقالا لي - كأنّ أحدهما يسمع من صاحبه -: تتصدّق بقدر ما أقام البقل في النوالة من بعد اشترائك إيّاه إلى أن قبضته. فقلت لهما: إنّما كراء النوالة في الشهر ربع درهم، ويشترى (فيها) البقل باثني عشر درهما وأنا إنما أشتري بحبّة فكيف أعمل؟ فقالا لي: إنها مثاقيل الذرّ أفلا تجتمع عليك في السنة حبتان.

قال أبو الحسن: فأخذت بهذا المذهب في غيره فيما يباع ويشترى، أتحرّى قدر (كراء) ذلك فأتصدق به.

قال أبو الأزهر: حدثنا عبد الوهاب بن حسين بن معتب قال: كنت بسوسة في شهر رمضان، وكان معي رجل أندلسي، فأرسل إليّ كعكا معجونا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015