رياض النفوس (صفحة 881)

ثم كانت سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة

وفيها توفي:

223 - أبو البشر محمد بن أحمد بن يونس (*)

كان صالحا - رحمه الله تعالى - وكانت داره بسوسة بجوار دار العامل [ف‍] إذا ظلم أو ضرب أحدا صال عليه أبو البشر وانتهره / حتى يترك العامل المضروب.

وكان كثيرا ما يخرج إلى «دمنة سوسة» فيأتي إلى سوق الخياطين في وقت عمارته فيذكر الله عزّ وجلّ في مواضع منه لما جاء من الفضل في ذلك، ثم يتمادى إلى الدمنة، فيفتح له باب مسجد الدمنة، فيركع فيه، ثم يجتمع إليه أهل الضرّ، فيسألهم عن حالهم ويهون عليهم ما هم فيه من الضرّ والبلاء ويقول لهم: لو عاينتم ما لكم عند الله عزّ وجلّ من الأجر والثواب لهان عليكم ما أنتم فيه لأنه قد جاء في الحديث: «إنّ أهل الضرّ والبلاء إذا عاينوا ثواب الله عزّ وجلّ لهم في الآخرة ودّوا لو أعادهم الله سبحانه إلى (الدنيا) وقرضت لحومهم بالمقاريض» فلا ينصرف [أبو البشر] عنهم إلاّ وقد هان عليهم ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015