رياض النفوس (صفحة 880)

قال [عبد الله]: وكان أبو جعفر (أحمد) رحمه الله تعالى أحد عقلاء شيوخ القيروان، لقد ذكر ابن حارث قال: حضرت / بعض المجالس بالقيروان فذكروا شيخا من أهل العلم قد كان ظهر سؤدده وقام جاهه ثم انقلبت به الحال وانعرجت طريقته [إلى طريقة] الفتك لولوعه بغلام كان يصحبه، فقال حسين بن أحمد بن معتب: عجبا للناس قد أولعوا بفلان لما اقترف من فعل كذا وكذا وفي الناس من تقلّد أمثال ذلك وما أحد يذكره بشيء من ذلك، فقال أحمد: أنا أضرب لكم (في ذلك) مثلا: لو أن رجلا ممّن شأنه لبس الثياب الوسخة والأطمار الخلقة وقع في صدر ثوبه وسخ شنيع المنظر ثم شقّ سماط القيروان كله (لما) أنكر عليه أحد [شيئا] ولو وقع مثل ذلك في صدر رجل لبّاس نقي الثوب، فشقّ به سماط القيروان لمالت الأبصار إليه من كل جانب ولاستفظع رضاه بلبس ذلك الثوب. فقلنا له من كل جانب: صدقت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015