رياض النفوس (صفحة 879)

منه فأبى وقال: لا والله لا أقدر على أكله قال: فلما سمعنا ذلك منه داخلنا من الخبز شيء، فانصرفنا إلى الموضع الذي اشترينا منه، فسألنا عن خبره وكشفنا عن أصله، فعرفنا أن الذي يعمل الخبز هناك رجل يهودي وانه تقبّل السوق في تلك القرية فلا يعمل أحد بها خبزا سواه، فعلمنا أن الشيخ ينظر بنور الله عزّ وجلّ.

وحدّث عبد الله بن هاشم عنه / بمثل ذلك وذكر أنه أصابه عطش في تلك السفرة فدعا بماء فأتي به إليه، فهمّ ليشرب، فدفقه من فمه وقال: ما طاب لي: فكشفنا عنه فإذا هو من ماء جب وقعت فيه ميتة، قالوا فتعجبنا.

وحدّث أبو الحسن بن أبي العباس (ابن) الأجدابي المتعبد قال:

أخبرني بعض شيوخي أن أبا جعفر بن (أبي) خالد الدباغ - رحمة الله عليه - دخل فشهد عند عيسى بن مسكين القاضي بموت رجل فقال له كاتبه ابن البناء، وكان بينه وبينه محارشة: ما اسمك؟ فقال له: أحمد، فقال:

ابن من؟ فقال له: ابن أبي خالد، فقال له: ابن من؟ فقال له: الذي لم يزدك على فلان شيئا - يعني جدّ ابن البناء الكاتب - لم يزدني على (أبي) خالد شيئا - وكانا جميعا من الموالي - فقال له: بأي شيء تشهد؟ قال: أشهد أن فلانا مات، فقال له: أين مات؟ فقال له: مات حتى لا يرى أبدا، فقال له: كيف مات؟ فقال له: نقل من دار الدنيا إلى (دار) الآخرة، فقال له القاضي (عيسى) - بانتهار - اكتب كتب الله تعالى وراء ظهرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015