رياض النفوس (صفحة 877)

قال: ولما اعتل عبد الوهاب اجتمع عنده جماعة من أهل العلم فقهاء مذكورون، فقال عبد الوهاب لابنه: يا محمد ايتني بتلك الدراعة الصوف، فأتاه بجبيبة مرقّعة صفراء، فقال لهم: كفّنوني فيها، فإن لي فيها مئات: ختمت القرآن فيها ثلاثة آلاف ختمة في سواد الليل وادفنوني بين والديّ، فإني رأيت البارحة نورا عظيما بين القبرين (وضياء) والاجتماع معكم في دار الكرامة إن شاء الله تعالى مع النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

وفيها توفي:

222 - أبو جعفر أحمد بن أبي خالد يزيد الدباغ (*) رحمه الله

ذو أوصاف جميلة حسنة، يميل إلى التصوف، كريم الأخلاق محبّب إلى الناس.

سمع من يحيى بن عمر ومن غيره، وله أخبار ومجالس مع أهل النسك والرقة.

قال أحمد: رأيت بمكة شابا كريم الأخلاق عليه جبة من صوف وقد طال شعره وعلاه شحوب ونحول، فقلت له: السلام عليك يا صوفي، فقال لي: وعليك السلام يا قطني / فقلت له: إنّ لباس القطن مع وجود التقى لا يضر ولباس الصوف مع عدم التقى لا ينفع، فقال لي: صدقت. فقلت له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015