رياض النفوس (صفحة 854)

قتلنا أنفسنا بأيدينا ونحن بالجهل نضحك /، فالحمد لله على غفلتنا، فليتني كنت تبنة تسفيني الرياح، وان أميّ لم تلدني أو كنت نسيا منسيا، أو ثمرة تأكلني الطير ثم تبعرني.

وقال أبو الفضل:

(لك) ترهّبت خليقتك، وإليك جزعت من عقوبتك، فأنت، ملجأ الهارب منك، ومستغاث الطالب لطاعتك، فبحقك علي خلصني من حب الدنيا، وصفّ قلبي ولبّي لك وأذقه من لذة ذكرك وحلاوة مناجاتك ما تغنيني به عن غيرك؛ بل أين هم الأخيار وخيرة الأبرار، الذين بك وثقت قلوبهم، فعاملوك بخالص من سرّهم حتى خفيت أعمالهم عن الحفظة وبانت أمامك، فوقع بهم ما أملوه من شكرك، ووصلوا إلى ما أرادوا من محبتك؟ بل أين الزهاد والسادة العباد الذين خطوا العمر بحقائق الصبر حتى أفنوه في طاعتك؟ بل أين الذين تجشموا القتال لمن عاداك وكفر بك حتى خرّوا على الأذقان في محبتك؟ أين الذين ثبتوا في مواطن الامتحان ونواصيهم تجز في حقك، والقيام بأمرك وسلموا الأمور إليك، فصاروا قد رضوا / بقضائك، رب فبهم ألحقني، ولأعمالهم وفقني، فنالوا منك ما أرادوا، وكنت لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015