رياض النفوس (صفحة 855)

مؤدبا، ولفعلهم مؤيدا، حتى أوصلتهم إلى مقام الصادقين في خدمتك، وإلى منازل العارفين في معرفتك، وأعوذ بك من كل قاطع وشاغل عنك، واجعل قلبي لمحبتك متأهّلا، ولساني بذكرك مبتهلا، واجعلني إليك متطلعا، وإلى ما في يديك ناظرا، (حتى) لا أعبأ بالدنيا ولا بأهلها، فعن قليل تذهب الآلام عن أبدان الخدام، الذين ألهتهم الطاعة عن الطعام والشراب، وجمع الحطام، الذين رهلت أقدامهم من طول القيام بين يديك.

وقال أبو الفضل:

ويجب على من عرف الله تعالى في هذا الزمان، أن لا يصدّق الظلمة بكذبهم، ولا يعينهم على ظلمهم، ولا يدخل عليهم ولا يخرج، وأن يتباعد منهم، وإن أيامنا هذه خوادع، يؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، ويكذّب فيها الصادق، ويصدّق الكاذب، وكفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة، وأعلم أنّا قد بذلنا المجهود لك بالنصيحة، وأن من أضاع أمر الله أضاعه الله تعالى، وإضاعته له أن يسلّط عليه / من لا يرحمه، وإنّا في زمان كثر شرّه، وقلّ خيره، وارتدّ أكثر أهله، وفارقوا جماعة الإسلام، وتناجوا فيما بينهم بالضلال، ونقضوا شرائع الدين وتمالئوا على الإفك والزور.

[قال عبد الله]: جميع هذا الكلام إنما تكلّم به أبو الفضل في الوقت الذي اشتدّت فيه فتنة عبيد الله اللعين.

قال أبو الفضل:

إني نظرت في هذه الأحمية التي على ساحل البحر، فوجدت أهل العلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015