رياض النفوس (صفحة 844)

ميت؟ فقالت له: بل مات وهو يتيم كما ترى، (والطفل في ذلك كله يبكي بكاء شديدا)، وكانت شدّة ومجاعة، فأخذ بيد الطفل وقال لصاحب الدكان: خذ هذا المنديل، ونزعه عن رأسه ورمى به إليه، وأطعم هذا الطفل حتى يشبع، وادفع إلى أمه كذا وكذا، فقال له صاحب الدكان: خذ ما شئت حتى تأتي بما عليك، فقال له: ما أحب ذلك إلا برهن، ومضى حاسر الرأس إلى القصر.

وذكر عنه أنه اشتهى تينا أخضر، فسمعه إنسان يذكر / ذلك فمضى إلى السوق فاشتراه له وأتى به إليه، فلما رآه أبو الفضل من بعيد قال له: اذهب عنّي، فراع الرجل ذلك، ورجع إلى صاحب التين، فقال له: أحب أن تقيلني من هذا التين لأن الذي اشتريته له لم يرده، فقال له: ومن هو؟ فقال له: أبو الفضل مولى نجم، فقال: ولمثل أبي الفضل يصلح هذا (التين) فقلت له: : ولم ذلك؟ قال: لأنه لرجل كتامي، سخّر عليه أهل المنزل، حرثوه اثنتي عشر سكة في أرض مغصوبة، قال: فأتى الرجل إلى أبي الفضل فدخل عليه فلم يقل له شيئا ولا قال: اذهب عنّي كما قال أول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015