رياض النفوس (صفحة 845)

مرة، فقال له: أليس اشتهيت التين؟ فقال له: نعم، فقال له: ولم رددتني به؟ فقال له: وأيش [كان] معك؟ والله ما خيل لي أنه كان معك إلاّ خنزير تقوده، فلذلك صرفتك.

وذكر عن شيخ معمّر كان بالمنستير اسمه عبد السلام. كانت له بنيّة فمرضت بالجدري، فأتى على بصرها وطلع عليه بياض [فكانت] لا ترى قليلا ولا كثيرا وكان له ابن أخ فرغب فيها، فقالت له أمه وأخواته: تأخذ صبيّة مكفوفة (البصر) ترجع تخدمها؟ قال: فوقع على قلبي / من ذلك أمر عظيم فمضيت إلى المنستير، فوجدت أبا الفضل مولى نجم منعزلا عن الطريق (إلى ناحية) ورأسه بين ركبتيه، قال: فرفع رأسه [إليّ] فرآني، فقال لي:

عبد السلام فقلت: نعم، فسلّمت عليه، فقال: ما قصتك؟ فأخبرته بخبر الصبية وما على قلبي منها، فقال لي: إذا كان غدا هذا الوقت فاتني بها إلى هذا الموضع قال: فقلت له: نعم، وسلّمت عليه ومضيت، قال: فسمعته وهو يقول: أخطأنا الطريق، ليس هكذا هو، ثم صاح بي فأتيته، فقال: لا تحركها ولا تأت بها، [قد] أتاها الله تعالى بالفرج من حيث لا تدري ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015