رياض النفوس (صفحة 839)

بعد ما خرجت عنّي بساعة أخذتني عيني، فنمت، فدخل عليّ من هذا الباب خمسة رجال، فقال أحدهم: خذوها، فابتدرني اثنان منهم فقبضا علي وشدّاني بالقيد وعنفا عليّ، ثم قال للاثنين الباقيين: اضرباها سوطين سوطين على القلب وسوطين على الكلى، فأخذا سوطين من نار ورفعاهما ليضرباني بهما، فأقبلت أتضرّع إلى الشخص الذي أمرهما بذلك وأقول له:

سألتك بالله لا تضربني حتى تخبرني ما الذنب (الذي) استوجبت به هذا (الضرب العظيم)، فقال لي: أو ما علمت ذنبك؟ فقلت: لا، فقال لي:

أسأت عشرة بعلك وآذيته بلسانك فشكاك إلى أبي جعفر القمودي / فرفع أبو جعفر القمودي القصة إلى الله عزّ وجلّ، فأمرنا فيك بما ترين، فقلت:

قد تبت إلى الله عزّ وجلّ عن جميع ذلك، فو الله لا عصيت الله تعالى فيه أبدا، فقال لهم: دعوها فإن عادت إلى الذنب عدنا للعقوبة، ثم انتبهت.

قال: وكان سبب بداية أبي علي منصور بن عباس - رضي الله عنه - على ما ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى المتعبد - رحمه الله تعالى - أن أهل منزله خرجوا إلى المنستير ليصلّوا عاشوراء وخرج شباب المنزل، قال منصور:

فخرجت معهم، وأنا حدث السن، فوصلنا وصلّينا عاشوراء بها، ثم رجعنا فمررنا بسوسة، وكان المذكور بها أبا جعفر القمودي، وكان لا يصل إليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015