رياض النفوس (صفحة 838)

هنا تنام؟ فقلت: نعم، فقال لي: وما قصّتك؟ وما الذي أتى بك إلى هاهنا؟ فأخبرته بالقصة، فقال لي: والصالحين [إنك] تكذبني، فقلت له:

والله [ما كذبت و] لقد صدقتك، فقال لي: يا أخي ومن كان بينه وبين زوجته شيء تطيّبه؟ فقلت له: والله ما طيّبتني، فقال لي: شمّ ثيابك فشممت رائحة طيب لم أر أطيب منه رائحة، فعجبت من ذلك وقلت من أين جاءني هذا الطيب؟ فأقبل الرجل (وهو) يدور في المقابر بعينيه ويشتمّ الرائحة فإذا بطاق صغير في القبر، فاستنشق منه رائحة الطيب، فقال: من (ها) هنا علق بك الطيب ثم سدّ ذلك الموضع بماء البحر والرمل، ثم قال لي: سألتك بالله لا تدلّ الناس على القبر فينبشونه [ثم قال]: أتدري قبر من هذا؟ قلت: لا، قال هذا قبر / أبي جعفر القمودي المتعبد، فعجبت من ذلك ثم مضيت إلى السوق فاشتريت شيئا وأتيت به الدار، فقرعت الباب، فقالت زوجتي: من هذا؟ فقلت: افتحي، فقالت: نعم يا سيدي ومولاي حبّا وكرامة فقلت في نفسي: انقلبت العين لأني لم أعتد منها هذا قبل ذلك، فلما فتحت [الباب] أقبلت عليّ تعانقني وتقول لي: ما هذه العداوة التي بيني وبينك؟ مضيت إلى القمودي وشكوتني إليه؟ فقلت لها: وكيف ذلك؟ قالت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015