رياض النفوس (صفحة 837)

{الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} فصاح الخولاني وبكى وقال: يا أحمد أنت والله من الطيّبين، ثم قال لهم: رأيت البارحة قصورا في طرف المقابر مملوءة بالجوهر والياقوت وفيها جوار ما رأيت مثلهن ورأيت قبابا وأبوابا قد فتحت في السماء ونورا عظيما، فقلت: لمن هذا؟ فقالت (جارية منهن): هذا للعروس الذي يخرج غدا من سوسة، فغسّل ثم قام الناس يودّعونه وصلّوا عليه.

ورئي أبو جعفر الأربسي في المنام فقيل له: كيف حالك؟ فأخبر بخير فقيل له: فأبو جعفر القمودي صاحبك؟ فقال: ذاك ما أقام في قبره غير ليلة (واحدة) ثم رفع فما جاز بنا إلاّ كالبرق - رحمه الله تعالى -.

ويذكر عن محمد بن يحيى الصيقل - وكان رجلا صالحا - انه قال: كانت عندي زوجة، فخاصمتني مخاصمة شديدة وسفهت (عليّ حتى أشرفت) على طلاقها، فتذكّرت أنّ لي منها نشبا، فأمسكت عن ذلك، فخرجت عنها يوما وأنا مغضب شديد الهمّ، فأتيت مسجد دمنة سوسة، فركعت فيه ركعات / ثم حدثتني نفسي أن أمضي إلى «قبور الشهداء» الذين عند «قبة الرمل»، فأتوسل إلى الله تعالى بهم في خلاصي منها، فأتيت إلى «قبور الشهداء» فوقفت بين قبرين فتوسّلت بهما إلي الله عزّ وجلّ وسألته أن يصلح عليّ زوجتي أو يخلّصني منها وأكثرت الدعاء والتضرع ثم نمت في ذلك الموضع حتى استحرّت الشمس عليّ، فمر بي رجل من إخواني فأنبهني وقال لي: ها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015