رياض النفوس (صفحة 835)

قرية بقرب سوسة. ثم أتيته بها، فقال لي: دعها في ذلك الموضع، قال عبيد:

ثم عدت إليه فقال لي: إن هذه الجلالة (التي اشتريتها) ما طابت نفسي لها أخرجها عني، فخرجت بها فسألت أهل القرية عن الذين باعوها منّي.

فقالوا: إنهم شباب استأجروا أنفسهم في غنم يرعونها فيأخذون من صوفها بغير إذن أربابها فما اجتمع عندهم من ذلك أعطوه إلى أمّهم فتعمله لهم ثم يبيعونه (في السوق)، فعلمت أن الله عزّ وجلّ حمى أبا جعفر منها.

ودخل عليه رجلان فعطف على أحدهما، فقال له / الرجل: بقي على شيء من زكاة مالي لم أخرجه بعد، ثم مضى من عشيته تلك فأخرج ما بقي عليه وعاد من غد ذلك اليوم، فلما جلس التفت إليه، فقال له - بعد توبيخ - أرباع وأثمان، أي أخرجتها أرباعا وأثمانا، أي ربع درهم وثمن درهم، كأنه بالشدة.

وكان رحمه الله، على ما جمع الله فيه من خلال الخير، لا يرى لنفسه قدرا، ذكر الحسن أبو محمد بن أبي العباس الأجدابي قال: نظر أبو جعفر إلى شاب كان يخدمه وعليه كآبة مغموم فقال له: مالك يا بني؟ فقال له:

قلبي ما وجدت منه ما أحب، فقال له أبو جعفر: عمّك أحمد (يعني بأحمد نفسه) له تسعون سنة ما له قلب، تحب أنت أن يكون لك قلب.

(حدثنا) أبو حفص عمرون بن محمد السوسي [قال: بينما أبو علي الحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015