رياض النفوس (صفحة 830)

أن يحتال عليه بمثل هذا لأنه كان مشغولا بصلاته وتلاوته، فوصل إليه الرجل وقرع بابه فلم يؤذن له ففعل ما أمره به الشيوخ، فسمعه أبو جعفر فخرج إليه فقال له: أيّ يوم هذا؟ فقال له: يوم الجمعة، فقال له: فأيّ شهر هذا؟ فقال له: شهر رمضان، فقال له: ففي شهر رمضان في يوم الجمعة (يتكلم الناس)؟ ثم قال: أي شيء خبرك؟ فقصّ عليه قصّته، فقال له: اذهب تكف إن شاء الله تعالى، فخرج الرجل من عنده فأقام يومه بسوسة ثم انصرف إلى المنستير فلقيه رجل يعرفه فقال له: هاهنا رجل يسأل عنك، فالتمسه، فإذا به أخوه فقال له: [ايه] ما كان من أمرك؟ فقال له: قد فرّج الله عزّ وجلّ عنا ودفع إلينا رحلنا كلّه وخرجت مبادرا لك / لأسرك بذلك.

وذكر من يوثق به من الشيوخ: أن رجلا من كتامة اعتدى على رجل من بادية سوسة وخاف على نفسه الموت فدلّه رجل من إخوانه على رجل من أهل سوسة يعرف بابن طاوس - وكان من الفضلاء الأجلاء - فأتاه فشكا إليه ما حلّ به. فقال له: امض إلى أبي جعفر القمودي فاشك ما نزل بك إليه، فقال له: ما أعرف داره، فقال له: أنا أبعث [معك] من يريك داره ولكن إذا قرعت الباب قف وتأنّ، فإنّ فتح لك وإلاّ فاقرع ثانية وقف وتأن، فإن فتح لك فاذكر قصّتك وإن لم يفتح فقل ما أقول لك: أتيناكم نرجو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015