رياض النفوس (صفحة 83)

منه، وأحاط بعسكر عقبة، حتى أصبح، فلما رأى ذلك عقبة استعد له، وأمر أصحابه ألا يركب منهم أحد، ويئس المسلمون من أنفسهم، فقاتلوا قتالا شديدا حتى بلغ بهم البلاء، وكثرت فيهم الجراح، فاستشهد عقبة رضي الله عنه وجميع من كان معه رضي الله عنهم أجمعين، واستشهد معه أبو المهاجر، وكان موثقا في الحديد.

وقيل [إن] «كسيلة» إنما أتى ناصرا لأبي المهاجر، لأنه كان صديقه، فقتل أبو المهاجر في التحام القتال ولم يعلم به.

وقيل إن أبا المهاجر قاتل «كسيلة» مع البربر حتى ظفر به، فعرض عليه الإسلام، فأسلم، وأحسن إليه أبو المهاجر واستبقاه، وكان في عسكر المسلمين حتى عزل أبو المهاجر، وقدم عقبة، فأراد أن ينهض إلى «طنجة»، فقال له أبو المهاجر: «ليس بطنجة عدو لك، لأن الناس قد أسلموا، وهذا رئيس البلاد - يريد كسيلة - فابعث معه واليا»، فأبى عقبة إلا أن يخرج بنفسه، فخرج فلم ير كيدا حتى نزل «ماسة» بمكان من السوس الأقصى فبنى بها مسجدا، ثم أتى بذود غنم للعسكر، فذبح الذود، فأمر عقبة «كسيلة» أن يسلخ مع السلاّخين فقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015