رياض النفوس (صفحة 84)

له: «أصلح [الله] الأمير، هؤلاء فتياني وغلماني يكفوني»، فنقره عقبة وقال له: «قم! » فقام كسيلة مغضبا، فكان كلما دحس في الشاة مسح يده بلحيته مما علق بيده من بلل ذلك، وجعل العرب / يمرون عليه وهو يسلخ، ويقولون له: «يا بربري، ما هذا الذي تصنع؟ » فيقول: «هذا جيد للشعر! » فمر به شيخ من العرب فقال: «كلا، إن البربري ليتوعدكم» فقال أبو المهاجر لعقبة: «أصلح الله الأمير، ما هذا الذي صنعت؟ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتألّف جبابرة العرب، كالأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن، وأنت تجيء إلى رجل هو خيار قومه في دار عزه، قريب عهد بالكفر فتفسد قلبه؟ توثّق من الرجل فإني أخاف فتكه! » فتهاون به عقبة، فلما انصرف نكث البربر ما كانوا عليه، وأقبلت النّفرة إلى عقبة، فقال له أبو المهاجر: «عاجله قبل أن يجتمع أمره» فزحف إليه عقبة، فتنحى من بين يديه، فقالت البربر لكسيلة: «لم تهرب من بين يديه ونحن في خمسين ألفا وهو في خمسة آلاف؟ ». [فقال: «إنكم كل يوم في زيادة، وهو في نقصان، ومدد الرجل قد افترق عنه، فإذا طلب إفريقية زحفت إليه»].فغشى «كسيلة»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015