رياض النفوس (صفحة 827)

يا أخي اقرأ عليها السلام وقل لها: قد ابررنا قسمك. وردّ عليها البقية.

وكان الشيخ أبو علي المتعبد، حسان بن محمد، يحدّث: أن أبا جعفر القمودي بينا هو جالس وعنده بعض أصحابه حتى أتته ثلاث دواخل تمر هدية من عند رجل يعرف أصل ريعه وطيب كسبه، فأمر بتفريغ الدواخل ثم قال: الهدية مشتركة وقسمها بين القوم بالسوية، وأخذ لنفسه خمس تمرات - رضي الله عنه - وجعلهم في دوخلة فارغة فلمّا كان بعد المغرب، أخذ في الشغل كعادته فقالت له نفسه: عجّل قليلا تفطر على تمرات حلال فعاتب نفسه بأن قال / لها: (ما) استطعت الصّبر عن خمس تمرات حتى أمرتني أن أخفف صلاتي من أجلهنّ - لله عليّ لا أكلت تمرا حتى ألقاه - رحمه الله.

ومثل هذا [ما روي عن] مالك بن دينار أنه كان ربما يمر بالأسواق فإذا رأى الشيء يشتهيه قال لنفسه: اصبري فو الله ما أمنعك إلاّ لكرامتك عليّ.

وكان أبو حازم إذا نظر إلى الفاكهة قال: والله إني لأشتهيك ولكن موعدك الجنة.

وكان يقول: من أطلق شهوته أذهب مروءته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015