رياض النفوس (صفحة 826)

على محمد، اللهم اغسل قلبي بماء اليقين وزوّدني بالتقى، واجعل غناك مع محبتك في قلبي.

وذكر أبو جعفر الزقاق [المتعبد] (95) قال: أبطأت عليه يوما، وكنت أختلف إليه، فقال: ما أخّرك عني؟ فقلت له: يا سيدي إني (أحب) التغبير وشهود مواضعه والأماكن التي يجتمع فيها له، فأكبّ ساعة وجعل رأسه بين ركبتيه، وكذا كان أكثر جلوسه، ثم رفع رأسه إليّ فقال: احضرها فإنّه إنما وقع في هذه المحافل القلائل. [وأشار بإصبعه السبابة، يريد أنهم الآحاد القليلون].

حدّث أبو محمد عبد الله بن عمرون السوسي قال: أتى شاب إلى أبي جعفر القمودي (فسلّم عليه) فسأله الشيخ عن حال جدّته لأنه كان يعرفها قبل ذلك فقال له: تقرأ عليك السلام وقد وجّهت إليك معي زوجي فراخ مشوية، وجعلهما بين يديه، وتقول لك: سألتك بالله كل منهما، فاستعظم الشيخ قسمها / عليه بذلك وقال: جلّ الله عزّ وجلّ ثم سكت سكتة ثم قال له: اعرف عندكم في «الكملة» - وهي الجنينة - شيء من العليق ينبت مع الزّرب؟ فقال له: نعم عندنا منه شيء كثير، فقال ايتني منه بشيء؟ قال:

فمضى الشاب فأتاه به، فأخذ فخذا من فرخ منهما ثم جعل عليه ذلك العليق، فدلكه به حتى سقاه بمائه، والعلّيق شديد المرارة، ثم أكله وقال له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015