رياض النفوس (صفحة 819)

مدّة فقال لي: [قد] بلغ الدينار كذا وكذا بعدد سماه، فقلت له: أتجر به ولا تبلغ ما تجب فيه الزكاة، (قال) فعمل به حتى بلغ تسعة عشر دينارا، فأخبرني بذلك، فقلت له: ارفعها لي عندك /، فبعد ذلك أتاني إبليس [لعنه الله] في الصورة التي أتاني بها أولا، فقال لي مثل مقالته الأولى، (قال): فقلت له: فأين التسعة عشر دينارا التي عندي بسوسة، (قال):

فتولّى عنّي.

والقمودي إنما خاطب إبليس من حيث يليق به من إيثاره للدنيا ونسيانه لله عزّ وجلّ و (حاشاه) أن تكون ثقته هو بالذهب دون الله سبحانه وتعالى لأنه كان من العلماء بالله تعالى.

وذكر أبو جعفر في مجلس أبي الفضل الممسي فقيل لأبي الفضل:

أصلحك الله عزّ وجلّ، هل كان (معه) من العلم شيء؟ فقال بنترة وانتهار: كان معه من العلم النافع خلاف ما ترى أو فوق ما نحن فيه.

وقيل عنه: لو أن أبا جعفر صعد إلى السماء فرأى عبادة الملائكة ما زاد على حاله الذي هو فيه.

وذكر عن أبي بكر الزويلي قال: ما رأيت مثل أبي جعفر قط، ولو وقف بين يدي الله تعالى فرأى ثواب المحسنين وعقاب المسيئين ما زاد على ما هو فيه من العبادة.

قال أبو محمد عبد الله بن إسحاق ابن التبان الفقيه: لو عاين أبو جعفر القمودي أهل السماوات / الذين وصفهم الله عزّ وجلّ بأنهم {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015