رياض النفوس (صفحة 818)

قلبه ما وقع، فترك الحمام ولزم عبادة الله - عزّ وجلّ - واختار لنفسه عمل الحلفاء (لحلّها) فكان يعملها بيده ويتقوّت بها حتى هجم عليه أمر فترك عمل الحلفاء، فقيل له: لم تركتها؟ فقال (لهم): هجم على قلبي شيء هدّ يدي ورجلي فما استطعت أعمل شيئا.

وذكر عنه: أنه لما انخلع من الدنيا دعا بزوجة له عجوز فانية، فقال لها: / خذي هذا المهر تقوّي به على عبادة ربك، وقال لها: أنا رجل وأنت امرأة أنت أحوج إليه منّي وأبى أن يأخذه منها، وأقبل على الكد والانفراد.

قال الحسن بن نصر السوسي: سألني أبو جعفر أن أكتب له كتابي يمن ابن رزق ففعلت ودفعتهما إليه فعمل بما فيهما وبقيت أنا انظر من بعيد.

روي عن يمن بن رزق أنه أقام أربعين سنة يفطر على الخبز والماء لا غير.

وذكر أبو جعفر القمودي أنّ الشيطان تمثّل له، وهو بقصر الطوب في صورة معزة وهو في المسجد قبل أن ينتقل إلى دار الأربسي بسوسة (قال) فأتاني لوجهي فقال لي: لو عبدت حتى تكون كالقوس ما متّ إلاّ بالجوع، قال: فولّفت ما (كان) معي، فكان دينارا، فدفعته إلى رجل صالح من أهل الرهانة فقلت له: أحب أن تتجر لي به فأخذه وعمل به ثم أتاني بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015