رياض النفوس (صفحة 81)

ثم رحل حتى نزل طنجة، فنزل على البحر المحيط [وهو بحر الأندلس] فقال له الناس: «هذا بحر لا ترومه، وعليه ملك عظيم الشأن».فقال لهم: «دلوني على رجال البربر والروم»، فقالوا: «[الروم] خلفك منهم خلق، وأمامك في السوس أنجاد البربر».فأمر عقبة العسكر بالرحيل على بركة الله وعونه، فرحل إلى «السوس الأدنى»، فلقي البربر في عدد لا يعلمه إلا الله تعالى، فانهزموا فقتلهم قتلا ذريعا، وأمعنت خيل المسلمين في البلاد والسواحل.

[ثم رحل إلى السوس الأقصى، فاجتمع عليه البربر في عدد لا يحصى، فاقتتلوا قتالا شديدا حتّى كثر القتلى في الفريقين، ثم إن الله بمنّه وكرمه وفضله ضرب في وجوههم، فهزمهم المسلمون وقتلوهم] وسبوا النساء وغنموا الأموال، فبلغت الجارية الرومية بالمشرق منهم ألف دينار، وهربوا بين يديه.

ثم رحل يريد البحر المحيط، فانتهى إليه وأقحم فرسه فيه، لا يقف بين يديه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015