رياض النفوس (صفحة 79)

فخرجوا إليه في عدة لا يعلمها إلا الله عزّ وجلّ، [فقاتلهم قتالا شديدا] حتى ظن المسلمون أنه الفناء، فضرب الله عزّ وجلّ في وجوه الروم، فقاتلهم إلى باب حصنهم، وأصاب الناس منهم غنائم كثيرة.

ثم رحل يريد «الزاب»، فسأل عن أعظم مدينة لهم، فقيل له «أذنة» وهي دار ملكهم، و [كان] حولها ثلاثمائة وستون قرية كلها عامرة. فلما بلغهم قدوم المسلمين عليهم هربوا إلى حصنهم وإلى الجبال، فنزل عقبة على واد منها على ثلاثة أميال أو أكثر، فلقوه في عدة عظيمة في وقت المساء، [وكان] وقت نزوله، فكره منازلتهم وقتالهم في الليل، فتواقف القوم الليل كله، لا راحة ولا فترة ولا نوم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015