رياض النفوس (صفحة 777)

فرأى ذلك مرارا كثيرة. فلما كثر عليه ذلك رجع إلى المغرب، فكل بلد وصل إليه يكاتب عبيد الله من بها من عيونه ودعاته / بأخباره حتى وصل إلى الساحل، فبلغ عبيد الله وصوله، فأرسل في طلبه البريد - وكان نازلا عند رجل من إخوانه الصالحين - فخرج من عنده وخرج الرجل الذي كان [السدري] نازلا عنده يشيّعه - وكان أشبه الناس به - فلمّا سار عن المنزل قليلا عرض له حقن، فمال إلى ناحية وبقي صاحبه على الطريق فلقيه البرد فلمّا رأوه قالوا له: أنت السدري؟ فقال لهم: نعم، فجعلوا في رجله قيدا [وكبّلوه] وأركبوه دابة من دوابهم وساروا به إلى عبيد الله - لعنة الله عليه - وهم يحسبون أنه السدري، فأدركهم السدري. فلما قرب منهم أشار إليه صاحبه أن يذهب، فقال له - رضي الله عنه -: [إني] لهذا قدمت، ثم قال للبرد:

من تطلبون؟ فقالوا له: السدري، فقال لهم: أنا السدري وليس هو هذا.

فأزالوا القيد من رجل الرجل وجعلوه في رجله وحملوه على الدابة ووصلوا به إليه. فلما وقف بين يديه قال له: - عبيد الله اللعين - أنت الشاتم لنا الذاكر عنا أنا أحدثنا في الإسلام الحوادث؟ فقال له نعم، أنا القائل ذلك. فقال له: وما الذي رأيته منّا؟ فأخبره بكل ما يعتقده في الدين / والإسلام وكل ما أحدث فيهما. فقال لهم اضربوا عنقه فأخرجوه ليضربوا عنقه، فلما قرّب للقتل قال:

اللهم لا تبقه بعدي. ثم قتل رحمه الله تعالى. فلم يقم عبيد الله [بعده] إلاّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015