رياض النفوس (صفحة 776)

عبيد الله (وزداجة) وقبائل أهل إفريقية وأكثر أهل القيروان فبلغ عبيد الله خبره / فأمر بطلبه، فقيل له هو في ناحية باجة، فوجه في طلبه خيلا فوجدوه واحتاطوا عليه، فلمّا جنّ الليل قرن قدميه فهو قائم بين يدي الله عزّ وجلّ حتى انصدع الفجر، فرجع أصحاب الخيل بعضهم على بعض وقالوا: هذا رجل من أولياء الله عزّ وجلّ نعين على قتله ولا يدخل أيدينا من ذلك شيء إلاّ الآثام والأوزار، الرأي أن نخلّيه ونقول ما وجدناه فخلوا سبيله ورجعوا فقالوا: ما أصبناه ولا وقعنا على خبره (قال): فمضى إلى مكة [و] أقام بها. قال: فالتقى به رجل في الطّواف فلما قضى طوافه أخذ بيده (وقال: والله لا قتلني إلا عنيد) فذكر في رواية: انه كان لعبيد الله بمكة عين تكاتبه بكل ما يجري بمكة في الموسم فكاتبه بخبر السدري واستنفاره الناس عليه. وكان السدري يسأل ربه عزّ وجلّ (في) الشهادة فرأى في منامه (كأن) قائلا يقول له: إن أردت (أن تنال) الشهادة فارجع (إلى) المغرب تنلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015