رياض النفوس (صفحة 760)

وكان أبو سعيد - رضي الله عنه - أصغر ولد (محمد) أمه «قراطيس» (أم ولد محمد) قدم بها من مصر في العام الذي (حجّ) فيه، اشتراها بمصر وذلك أنه سمع بكاء امرأة في الرفقة - في وقت دخولهم مصر - فسأل عن المرأة وشأنها، فأخبر أنها جارية إنسان أندلسي يريد بيعها، فبكت وذكرت أن لها أبوين بالمغرب / فرقّ لها وبعث في طلب الأندلسي فاشتراها منه وحجّ بها (معه) وانصرف بها إلى إفريقية وقال: والله ما أردت شراءها رغبة فيها ولكن لأجمع بينها وبين أبويها فلعل الله أن يجمع بيني وبين أبي فتسرّاها وأولدها أولادا.

وكان أبو سعيد يقول كثيرا: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ} وكان كثيرا ما يقول: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} ثم يقول: {اِتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} ثم يقول: {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} ويقول: ابن آدم إنك مسئول.

وقيل: إن الخضر - عليه السلام - كان يجتمع معه.

قال أبو بكر محمد بن محمد بن بشير المؤدب: أتيت مرة إلى أبي سعيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015