رياض النفوس (صفحة 759)

ودفن بمقبرة باب نافع إلى جنب أبيه.

كان ورعا فاضلا جليل القدر لم يسمع من أبيه وسمع من رجال جده.

وكان يعرف حقه لدينه وأبوته. و (كان) مولده سنة ست وخمسين ومائتين / العام الذي توفي فيه محمد.

قال أبو عبد الله الخراط: قال لي بعض ولد محمد بن سحنون: خرج محمد بن سحنون مع الأمير محمد بن أحمد بن الأغلب إلى سوسة فلما صلّى الصبح جلس بعد الصلاة، فقال لمن حوله: يأتيني اليوم بشير من القيروان (يخبرني) بأن «قراطيس» جاريتي وضعت حملها وأتت بغلام وأنا اسميه - إن شاء الله تعالى - باسمي وأكنيّه بكنية أبي، ويكون رجلا صالحا. فما انتصف النهار حتى أتاه غلام (له) [فبشّره] بأن أم ولده «قراطيس» ولدت غلاما، فنزع ثوبا كان عليه له قدر فرمى به إلى الغلام فلما (أن) صار الثوب إليه قال له:

اختر أيهما شئت: إن أحببت أن ترد الثوب واعتقك، أو تحبس الثوب وأنت مملوك، فرد الغلام الثوب وأعتقه. وإنما كانت رؤيا رآها محمد في المنام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015