رياض النفوس (صفحة 76)

ثم إن معاوية عزل سعيدا بن يزيد وولى مسلمة بن مخلد الأنصاري، فرد أبا المهاجر مولاه بجيش من قبله، فوصل إلى إفريقية سنة سبع وخمسين، وقيل إلى القيروان. فأخذ عقبة بن نافع فحبسه وضيق عليه، فبلغ خبره معاوية فكتب إلى أبي المهاجر يأمره بتخليته ويعفيه مما صنع من ذلك، فأطلقه أبو المهاجر وأرسله برسل من قبله حتى أخرجوه من قابس، [فمضى] وهو حنق على أبي المهاجر، فدعا الله عزّ وجلّ أن يمكنه منه، فلم يزل أبو المهاجر خائفا من دعائه.

ثم إن أبا المهاجر صالح بربر إفريقية، وفيهم كسيلة الأوربي، وأحسن إليه، وصالح عجم إفريقية، وخرج بجيوشه نحو المغرب، ففتح كل ما مر عليه حتى انتهى إلى العيون المعروفة «بأبي المهاجر» نحو تلمسان، ولم يستخلف على القيروان أحدا، ولم يبق بها إلا شيوخ ونساء، ثم رجع إليها فأقام بها.

ولما [سرح عقبة من ثقافه وتوجه إلى الشام] قدم [على] معاوية [ابن أبي سفيان ف‍] وجده قد توفي - رحمه الله تعالى - وتولى بعده يزيد، فدخل عليه فأخبره بما صنع أبو المهاجر وما دخل عليه منه، وقال له: «لما فتحت إفريقية وبنيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015