رياض النفوس (صفحة 75)

فنزل «بدكرور» مدينة البربر بالقرب من موضع «القيروان».ووجه بالخمس إلى مصر [ثم إن معاوية بن أبي سفيان عزل مسلمة بن مخلد] وولى سعيدا بن يزيد الأنصاري، فلما بلغ ذلك أبا المهاجر لحق بمولاه.

ثم وجه سعيد بن يزيد عقبة بن نافع الفهري واليا على إفريقية بجيوش من قبله عددهم عشرة آلاف، سنة سبع وخمسين. فنزل حتى وصل إلى «قفصة» وقسطيلية فافتتحها، وافتتح كل ما مر به في طريقه، حتى وصل إلى موضع «القيروان» فقال: «يا أهل الوادي، اظعنوا فإنا نازلون، وإنا من وجدناه قتلناه» - يعني من الوحش الذي بالوادي - فرئين يخرجن من أجحارهن هوارب، قال، فلم ير الناس حية بعد ذلك أربعين سنة.

وكان في موضع القيروان حصن لطيف للروم يسمى «قمونية»، وكان فيه كنيسة وفيها الساريتان الحمراوان اللتان هما اليوم في المسجد الجامع، كانت عليهما حنيتان مبنيتان أقامتا إلى أيام زيادة الله بن الأغلب، فهدمهما زيادة الله وحملهما إلى المسجد الجامع، فجعلهما في المكان الذي هما فيه اليوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015