رياض النفوس (صفحة 733)

يبقى أحد مدّ لهم [مدّة] فما فوقها إلا حشر معهم».

وكان - رحمه الله تعالى - سخي الكف كثير الصدقة، حدث أبو بكر محمد ابن أحمد بن ابراهيم المعلم الذي كان يعرف بالصقلي قال: كان في قصر الطوب أبو يونس في برجه وكان (رجل) أسود يأتي ويتعاهد القصر في أول رجب (فيقيم) رجب) وشعبان ورمضان، فإذا أكمل هذه الأشهر مضى، فأقام بهذه الحال مدة [من السنين] فلمّا كان سنة من السنين أتى فنزل في البيت الذي تحت البرج الذي لأبي يونس فقال لي أبو يونس: إن هذا الرجل يقد شيئا كثير الدّخان من زبل وشبهه فأحبّ أن تجيء وتأخذ دقيقا وحطبا يابسا فتدفعه إليه، / قال: فجئت إلى أبي يونس فأعطاني قصعة فيها دقيق وكوزا فيه زيت وحطبا يابسا وذلك بعد المغرب وقد غلق القصر، فقال لي: تمضي بهذا إلى هذا الرجل وتعرّفه بكثرة الدخان. قال أبو بكر: فمضيت إليه وعرّفته ودفعت إليه ما معي. (قال) فقال لي: يا أخي إنما نجيكم مرة في السنة فإن كنّا ضيّقنا عليكم فنحن نمضي ونترككم. قال أبو بكر: فمضيت وتركته ثم افتقدته بعد ساعة فوجدته قد ترك الزيت والحطب والدقيق (في البيت) وخرج ففتّشت عليه بالقصر فلم أجده فلما أصبحنا قلت للبواب: اصبر علينا بالباب ساعة، فصبر وفتّشنا القصر كله فما وجدنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015