رياض النفوس (صفحة 732)

باب الحصن لا يفتح حتى تطلع الشمس فلما أدخل عليه قال له:

- أصلحك الله - وقف بي هاتف في هذه الليلة وقال لي: امض إلى أبي يونس فقل له: إن الله عزّ وجلّ أعطاك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فبكى الشيخ أبو يونس ثم خرج الرجل.

حدث رجل من أهل العلم قال: خرجت مع أبي إلى المنستير فدخلنا على أبي يونس المتعبّد فسلّمنا عليه وسأل أبي عني فقال (له أبي): هذا ولدي.

فدعا لي وقام إلى بيته، وكان جالسا على باب بيته، فأخرج [من] حرزه أقلاما مرساوية فسأل أبي عني إن كنت أحضر الكتاب؟ فقال له أبي: نعم، فدفع إليّ الأقلام ثم ودعناه وخرجنا، فلما مضينا عنه قدر ميل، وإذا به يطرد وراءنا ويصيح: يا هذا يا هذا، فرجعنا / إليه فقال لأبي: لعل ابنك بمحضره على قارعة الطريق فإذا جاز به [من] عند سلطان أو أحد من خدّامهم قال له: يا بني اعطني مدّة فيعطيه فيكتب بها فأكون يوم القيامة ممّن أعانهم بمدّة قلم. وأخذ الأقلام منّي ورجع، (رضي الله عنه وأرضاه. قال أبو العرب رضي الله عنه): خاف - رحمة الله عليه - من الحديث الذي جاء فيمن أعان الظلمة أنه قال: «ينادي مناد يوم القيامة أين أعوان الظلمة؟ فلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015