رياض النفوس (صفحة 716)

وقال:

ما بين الإنسان وبين أن يغتبط بما قدّم من خير ويندم على ما ترك من الدنيا إلاّ أن ينزل به الموت ويندم على فراق الدنيا، وقد حان معقلنا وجدّ رحيلنا وما ينبغي للإنسان أن يضيع مكسبه ولا يسرع / يده فيما يملك لو لم يتماسك بالوفر إلاّ لشماتة الأعداء لئلا يحتاج الإنسان إلى غيره وإن فتح له فيه قدمه.

وقال:

القيام بأمر الجماعة حمل ثقيل فإن ابتليت فابل الله عزّ وجلّ منك بلاء حسنا.

وقال:

القلب الحي كاللحم الحي: اليسير يؤلمه، والقلب الميت كاللحم الميت الكثير لا يؤلمه.

وقال:

هو زمان لا تحدث نفسك أنك تجد فيه أحدا يصفي لك المودة في الباطن كما يبدي لك في الظاهر، ولو انك تغضب هذا الذي يبدي لك المودة أو تخالفه في شيء يهواه لهان عليه أن يعرضك لما فيه حتفك.

وكان - رحمة الله عليه - يقول الشعر ويجيده فمن (ذلك) ما أنشده أبو محمد ابن أبي زيد وأبو بكر أحمد بن أبي بكر الزويلي لأبي عثمان رضي الله عنهم أجمعين:

ما زلت من حادثات الدهر معتجبا ... حتى انقضى عجبي بعد الثلاثمائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015