رياض النفوس (صفحة 710)

وشكره على ما كفاه منه.

وكان رحمه الله تعالى على غاية من حسن الخلق وكرم النفس:

ذكر عنه أنه جلس إليه يوما شيخ يعرف بابن مرزوق - وكان في ما مضى مغنّيا - قال: فأخذ سعيد في حديث يحدثه ويحدث أصحابه، فلما توسط كلامه سكت عن الحديث وقطعه وقال: ارو هذا الحديث، فلما قام ابن مرزوق قال: كدنا أن نحشم جليسنا، فعلم أنه كان باقي الحديث الذي سكت [عنه] في ذم الغناء، وأظن الرجل كان مغنّيا.

وأخذ «فتح» الحاجب (رجلا) قيل إنه مفسد لحرم المسلمين، فقال الرجل لفتح: لا تعجل عليّ. سعيد بن الحداد يعرفني ويعرف حالي، قال سعيد: وأنا أعرف ذلك. قال: فجاءني، فقال (لي): تعرفني؟ فقلت له:

نعم. أعرفك بسوء الحال والرداء. فقال لي: صدقت. ولكني أشهد الله تعالى وأشهدك أني تائب إلى الله عزّ وجلّ من جميع ما عملته / فقال أبو عثمان سعيد - رضي الله تعالى عنه - فبعد أن أدبر عنّي أتاني رسول الحاجب يسألني عنه، قال: فقلت له: أما مذ تاب ورجع إلى الله عزّ وجلّ فما علمت منه جرحة ولا زلة. رحم الله أبا عثمان ونضر وجهه.

وأما كلامه بالحكمة وصنعته للشعر فقد حدثنا الشيخ أبو محمد بن أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015