زيد الفقيه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن سعيد بن الحداد عن أبيه أنه كان يقول:
إن لم يشتد حزنك على ما تنكره من حالك فاقض على نفسك بخروجك من نعت المؤمنين الذين نعتهم نبيّهم صلّى الله عليه وسلم في قوله: «من سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن» وليس ترك ما يوصف به المؤمنون بمخرج لهم من الإيمان إذا لم يكن تركهم له على الديانة وإن استوجبوا به الوعيد.
وقال أيضا:
ما جرت الأعمال التي هي في نفسها قرب إلاّ قصد العاملين بها غير وجه الله: {إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً}.
وقال:
الحب في الله والبغض في الله [من] أفضل ما تقرّب به إلى الله عزّ وجلّ فهو فريضة على من آمن بالله تعالى.
(وقال):
لا تقل إلاّ / خيرا ولا ترد بما تقول إلاّ الله عزّ وجلّ لأن الله تبارك وتعالى يقول: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وقال: {أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ} فمن علم أن كلامه محصيّ عليه حرس قوله وإرادته، وما توفيقي إلاّ بالله.
قال ابن حارث: قال لي أبو جعفر بن موسى التمار: كان أبو عثمان