رياض النفوس (صفحة 709)

قال عبد الله ولده: اشتكى أبي بحرّ / شديد حتى رأينا بصره قد تغير علينا ورآه بذلك بعض من عنده من العوّاد، قال: واحسب أنه قال: - ولم يعلم هو بذلك من نفسه حتى أخبر - فلما خلا رفع المرآة إلى وجهه فنظر إلى بصره بتلك الحالة فرفع يديه إلى الله عزّ وجلّ وقال: اللهم بحق الإسلام الذي سيط به لحمي ودمي فرّج عني. قال: فأعاد الله عزّ وجلّ بصره على ما كان عليه قبل ذلك. وزال منه ما أصابه (فيه)، قال: ثم نظر (بعد) ذلك وجهه في المرآة فرأى بصره قد عاد لهيئته، قال: أقول، وما عسى أن أقول؟ أحمد من أعبد.

وخطر عليه صاحب المحرس وهو في مجلسه (مع جلسائه)، فلحظه لحظا منكرا، فقال له بعض جلسائه: إنما صار إلى العامل ليخبره اجتماع الناس عندك، فأخذ - رحمه الله - يستعين بالله تعالى ويستكفيه شرّه وضرّه، قال: فما أمسى له الليل حتى أتاه الخبر أن ذلك المخوف - صاحب المحرس - صار إلى العامل، فلما صار إليه خاطبه [وأطال]، فلا يدرى في أمره أم في غيره، فأمر العامل بالسيف وأن يوسط به صاحب المحرس، / فوقع نصفه من جانب والنصف الآخر من جانب، فحمد الله تعالى أبو عثمان كثيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015