رياض النفوس (صفحة 706)

وكان رضي الله عنه وأرضاه متقلّلا من الدنيا حتى ورث من أخ له مات بصقلية أربعمائة دينار أعانه عليها الأمير ابراهيم بن أحمد، فلما وصلت إليه هدّم داره وبناها وأنفق فيها مائتي دينار، واشترى بخمسين دينارا:

كسوة (واشترى) بخمسين دينارا: فرشا ودثارا وما يصلح للاستخدام من الأواني وغير ذلك، وبقيت معه مائة دينار، فعاتبه بعض إخوانه على محقه الدنانير، فقال (لهم): عملت ما عمله أكابر الرجال وعقلاؤهم: أما بنياني الدّار، فإنما راحة المرء في داره.

وأما الكسوة فهو نظر في المعيشة لأنه إذا كان عند الرجل ثوب واحد هلك في أقرب وقت وإذا كان عنده جملة من الثياب بقيت عنده مدة من الزمان.

وأما المائة دينار الباقية فأي شيء يفنيها؟ وأنا (إنما) آكل من الجمعة إلى الجمعة / ربع رطل لحم نجعل عظامه في ليلة وشرائحه في ليلة، ثم نأكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015