رياض النفوس (صفحة 705)

من هذه السكباجة شيئا حتى تمضي إلى معلمك وتسأله عن هذه المسألة.

قال: فمضى الفتى - وكان نصف النهار - في يوم حار في مسافة بعيدة، فضرب على أبي عثمان الباب، فقال: من [هذا]؟

- فقال: فلان - أصلحك الله -.

- فرفع الخيط وقال له: لج واتركه رهوا، فلما دخل على أبي عثمان، قال له: ما الذي أتى بك (في) هذا الوقت؟

- فقال له: مسألة أردت سؤالك عنها.

- فقال له: [و] ما هي؟

فأخبره بها، فقال له: اقرأ [من] أول سورة الملك تجد مسألتك، فقرأ حتى انتهى إلى قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ} فقال له حسبك.

ففهم الفتى المسألة. ثم قال له أبو عثمان: «البطنة تذهب الفطنة» ثم أشار إلى باقية مغطاة بمنديل - فقال له: اكشفها. فكشفها. فإذا بنصف خبزة.

فقال: هذا قوتي في يومي هذا وليلتي آكله الساعة / ثم لا آكل شيئا إلى قبل هذا الوقت من الغد.

ثم مضى الشاب إلى أبيه فأعلمه بما قال له، فقال: أما الساعة فكل ما أحببت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015