من هذه السكباجة شيئا حتى تمضي إلى معلمك وتسأله عن هذه المسألة.
قال: فمضى الفتى - وكان نصف النهار - في يوم حار في مسافة بعيدة، فضرب على أبي عثمان الباب، فقال: من [هذا]؟
- فقال: فلان - أصلحك الله -.
- فرفع الخيط وقال له: لج واتركه رهوا، فلما دخل على أبي عثمان، قال له: ما الذي أتى بك (في) هذا الوقت؟
- فقال له: مسألة أردت سؤالك عنها.
- فقال له: [و] ما هي؟
فأخبره بها، فقال له: اقرأ [من] أول سورة الملك تجد مسألتك، فقرأ حتى انتهى إلى قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ} فقال له حسبك.
ففهم الفتى المسألة. ثم قال له أبو عثمان: «البطنة تذهب الفطنة» ثم أشار إلى باقية مغطاة بمنديل - فقال له: اكشفها. فكشفها. فإذا بنصف خبزة.
فقال: هذا قوتي في يومي هذا وليلتي آكله الساعة / ثم لا آكل شيئا إلى قبل هذا الوقت من الغد.
ثم مضى الشاب إلى أبيه فأعلمه بما قال له، فقال: أما الساعة فكل ما أحببت.