رياض النفوس (صفحة 704)

أعين الأعداء - يعني عبيد الله وشيعته - وكانت كسوته تقوم بعشرين دينارا.

وكانت له همة يتيه بها على أهل الدنيا وذلك أنه كان جالسا - يوما - على باب داره فجاز به عبد الحميد السرتي / - وهو شاب - راكبا على فرس ينظر في عطفيه جمالا وكسوة فلم يسلم على سعيد، فأنشأ سعيد يقول:

ويبصرني إذا ذو المال يزهى ... بما يحوي من المال الجزيل

أراه كأن عيني لا تراه ... وأعرض عنه إعراض الملول

وكان يقول في مثل ذلك:

رغبت بنفسي عن دني المكاسب ... وما أعجزتني حيلة عن مطالبي

فإن لم أنل دنيا فقد نلت همة ... تنزّه نفسي عن دنّي المعائب

أبت همّتي إلاّ سموّا إلى العلى ... وإن طأطأتني حادثات النوائب

[تراني وفي صدري هموم كثيرة ... ضحوكا لأخفي عن جليس وصاحب]

ذكر الشيخ أبو الحسن بن القابسي رضي الله عنه وأرضاه، قال: كان فتى يطلب على سعيد فخرج من عنده يوما، فأتى الدار، فوجد والده قد صنع / سكباجة محكمة فلما قرّبت بين أيديهم قال له والده: مسألة يا بني.

- فقال له: ما هي؟

- قال له: هل الموت مخلوق أو غير مخلوق؟

- فبقي الفتى ساكتا لا يحير جوابا. فقال له والده: صحبت هذا الشيخ الذي تطلب عليه كذا وكذا سنة ولم تعلم هذه المسألة، لله عليّ إن أكلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015