رياض النفوس (صفحة 695)

القرآن -: الإحراز، فكل من أحرز شيئا فقد أحصنه، فالإيمان: انحراز يحرز دم صاحبه (وماله) وسبيه، وهو يحصنه، والعتق: يحصن المملوك لأنه يحرزه (من) أن يجري عليه ما يجري على المماليك. والتزويج: يحصن الفرج لأنه أحرزه (من) أن يكون مباحا [له] ما كان له قبل التزويج، والعفاف: إحصان للفرج لأنها أحصنت فرجها بالعفاف.

قال: ما يكون الإحصان - عندي - إلاّ التزويج.

- قال: فقلت له: منزّل القرآن يأبى ما ذكرت. قال الله عزّ وجلّ:

{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها} يريد أعفتّه.

- قال: أعفتّه؟

- قلت: نعم (أعفتّه). وقال: {مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ} عفائف غير زوان.

- قال: فقال لي: فقد قال في الاماء: {فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ، فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ}، فكيف جعل العذاب على المحصنات وهن عندك قد يكنّ عفائف؟

قال: قلت: سمّاهنّ بمتقدم / إحصانهن قبل زناهن قال الله عزّ وجلّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015